لقيت عودة سورية إلى الأسرة العربية اهتماماً محلياً ودولياً خصوصاً في ظل حرص أعضاء الجامعة العربية على ضرورة تعزيز دول الجامعة ومؤسساتها في مواجهة التحديات بما فيها الإرهاب. وبحسب مراقبين فإن عودة سورية التي تحولت إلى مرتع للتظيمات الإرهابية طوال الفترة الماضية ستكون لها انعكاسات إيجابية على تعزيز أمنها واستقرارها ووضع حد لكل التهديدات التي تشكل خطرا على الأمن العربي والدولي.
وقال الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية بالقاهرة إسلام الكتاتني لـ«عكاظ»: إن استئناف عودة سورية إلى اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وإلى أحضان دول المنطقة مرة أخرى، بعد الاجتماع الوزاري العربي أمس (الأحد) سيدفع أولاً إلى مواصلة تكثيف الجهود العربية، الرامية لمساعدة دمشق على الخروج من أزمتها وسيسهم في الحد من التدخلات الأجنبية بالمنطقة العربية، وتقوية مؤسساتها الداخلية وعلى رأسها الجيش، ومواجهة التدخلات الخارجية، إضافة إلى مساعدتها في مواجهة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، وتوطيد علاقتها بمحيطها وعمقها العربي.
وأوضح الكتاتني أن العشرات من الكيانات الإرهابية تغلغلت في سورية، مستغلة حالة الفوضى التي ضربت البلاد طوال العقد الماضي، وعلى رأس تلك الكيانات «القاعدة» و«داعش»، فضلاً عن كيانات أخرى مثل جبهة النصرة، جماعة شباب المجاهدين، فيلق الرحمن، فيلق الشام، لواء حطين، لواء الفرقان، لواء سهام الحق، لواء صقور الشام»، وغيرها من المسميات التي تزعم التدين والإسلام ومدعومة من الخارج، وتعمل على زيادة الفتن والصراع وهو أمر ليس بغريب عنها حال وجودها على أي أرض لتخريبها.
وأضاف الباحث أن تضييق الخناق على الإرهاب في سورية لا محالة، عبر تبادل المعلومات الأمنية بين البلاد العربية ودمشق، مما يضع تحركات العناصر الإرهابية محل تتبع وتضييق أكثر، خصوصاً أن هناك نسبة من المقاتلين في سورية من العرب، ومنهم مطلوبون لمصر وتونس والجزائر.
وتوقع الباحث المصري أن تصبح سورية بعد 12 عاما من العزلة أقوى بعد عودتها إلى الجامعة العربية، بما يسمح لها بأن تشدد في أمن حدودها.